تقترب هذه الدورة التدريبية من نهايتها في اللحظة التي يتم فيها تعبئة القهوة وتغليفها بإحكام لتبدأ رحلتها إلى حيث سيتم تحميصها واستهلاكها. يواصل بعض المنتجين رعاية قهوتهم على مدار هذه الرحلة كلها، في حين ينسى آخرون أمرها فور انتهائهم من التفاوض على بيعها كمحصول كرز أو قهوة غير مقشورة. وربما يكون التفاوت في العمليات التي تحدث بين لحظة حصاد كرز القهوة حتى تعبئتها أكثر دقة الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى. فقد أدى تبادل الأفكار إلى تغيير التقاليد العريقة في بعض المناطق، بل وتعزيزها في أحيان أخرى. وقد وصف الكولومبي فيليب ساردي هذا التطور قائلًا:
"يسعدني أن أرى توجّهًا في كولومبيا لاعتماد عمليات التخمير الأكثر تعقيدًا، والتي تسعى لتغيير الوضع الراهن ... وكما نرى فإن هذه التجارب تحقق نتائج مذهلة. غير أنه ما زلنا بحاجة إلى إجراء الكثير من التدريبات والأبحاث المنظمة جيدًا، لكن التوجّه نحو هذه العمليات آخذ في الازدياد والمنتجون يحاولون اعتماده؛ وأنا يعجبني ذلك! نحن بحاجة إلى التفكير بشكل مختلف لإضافة القيمة إلى قهوتنا الأصلية".
من الواضح أن الابتكار والتغيير أصبحا لا يقتصران فقط على ثقافة الزراعة الكولومبية، بل أصبحا يمثلان توجهًا عالميًا؛ ففي الكثير من الأحيان، كان الدافع وراء التحسينات واسعة النطاق التي شهدتها طرق معالجة القهوة هو الحاجة إلى تقنيات سهلة النقل. لقد أسهمت بشكل كبير الآلات معقولة التكلفة خفيفة الوزن، مثل الأسطوانة وآلات إزالة القشر القرصية التي شاع استخدامها في القرن التاسع عشر، في زيادة استيعاب المعالجة بالغسيل حول حزام زراعة القهوة. ولكن، مما لا شك فيه، زخم المعلومات الذي شهدناه في العصر الحديث كان له الأثر الأكبر. وكان للهيئات البحثية - مثل المركز الوطني لبحوث القهوة الكولومبية Cenicafé, والرابطة الوطنية لمنتجي القهوة الكولومبية Ancafé، ومركز CATIE ، ومؤسسة حدائق كيو Kew Gardens للبحوث والتعليم، والمركز العالمي لأبحاث القهوة World Coffee Research - دور أساسي في تدريب الطحّانين والمنتجين على أفضل الممارسات. وفي الآونة الأخيرة، شاع استخدام الابتكارات الجديدة، مثل المعالجة اللاهوائية، ، في كولومبيا، والتي انتشرت بكثافة على تطبيق الإنستغرام.