تم تطوير الحصّادات الميكانيكية في ثمانينات القرن الماضي، وتم تصنيعها في البداية في البرازيل والولايات المتحدة، قبل أن يجري إنتاجها في أستراليا مؤخرًا. وكما يشرح لنا تومسون أوين في هذا المقطع (أدناه)، فإن نموذج أعمال الدول التي تكون فيها تكاليف الأيدي العاملة مرتفعة نسبيًا، كأستراليا وهاواي والبرازيل، لم يعد بوسعه احتمال تكلفة الأيدي العاملة اللازمة للاستعانة بمجموعات كبيرة من عمال القطف اليدوي. ويشعر أوين بأنه من غير المحتمل أن تستمر جاذبية دور قاطفي القهوة للعاملين في المزارع، حيث أن العديد من الدول المنتجة للقهوة في أمريكا الوسطى والجنوبية في طور التنمية الصناعية المستمرة.
يتجول مشتري محاصيل القهوة، تومسون أوين، من سويت مارياز ، عبر مزرعة برازيلية للقهوة ويناقش التغير في نموذج أعمال مزارع القهوة في أمريكا الجنوبية والوسطى.
لجأت المزارع الواقعة على أراضٍ منبسطة نسبيًا إلى الحصّادات الآلية بالكامل، كتلك التي ترونها في مقطع الفيديو بالأسفل. ويمكن لتلك الآلات التي تعمل بالدفع الذاتي أن تحصد شجرة كاملة خلال ثانيتين أو 3 ثوانٍ فقط (سكايبري، 2016). وحتى يكون استخدام تلك الحصّادات مجديًا، لا بدّ من زراعة الأشجار في صفوف مرتبة بحيث تفصل بينها مسافات كافية تسمح للحصادة بالمرور بينها. وتمتد الحصّادة فوق الشجرة بأكملها بحيث تمشّط الأوراق باستخدام مغزلين يدوران بشكل مستمر ويمران على كل جانب من جانبي الجذع الأكبر لشجرة القهوة. وعادة ما تحتوي المغازل على أذرع مرنة من الألياف الزجاجية بهدف عدم إحداث ضرر كبير في فروع الشجرة. ويسقط كرز القهوة على مجموعة من الصفائح التي تعرف باسم "طبق السمكة"، بسبب مظهرها الذي يشبه قشور الأسماك، والموضوعة في أسفل جذع الشجرة. وتلتقط تلك الصفائح كرز القهوة عند سقوطه عن الفروع، وتوجهه إلى قنوات تقع على جانبي آلة الحصاد. ومن هناك، يتجه الكرز إلى آلات فصل هوائية تساعد في إزالة الأوراق والأغصان الصغيرة. وحينها يتم نفخ كرز القهوة باتجاه مقطورة يسحبها جرار يمرّ عبر الصف المجاور (جين نيكولاس وينتنغز، 2004).
مقطع الفيديو هذا من مزرعة القهوة الأسترالية، سكايبري ، ويعرض لكم عن كثب كيفية عمل الحصّادة الميكانيكية.