نبذة تاريخية عن آلات التخمير بالنقع والإخراج
تعتبر آلات التخمير بالنقع والإخراج اختراعًا حديثًا بالمقارنة مع طرق التخمير الأخرى ذات التاريخ الطويل التي سنستعرضها في هذه الدورة. فقد استخدم هذا النوع من آلات صنع القهوة على نطاق واسع لأكثر من عقد من الزمان. إلا أن فكرة التخمير بالغمر الكامل التي تنطوي على الترشيح بشكل لاحق لتعزيز نقاء المشروب تعود إلى القرن الثامن عشر.
في ذلك الوقت، كانت أكثر طرق إعداد مشروبات القهوة شيوعًا هي غليها في إبريق ثم صبها. وفي حوالي عام 1710، ظهر تصميم في فرنسا لآلة تخمير تضم كيسًا من الكتان يحتوي على القهوة المطحونة يعلّق داخل إناء ويغمر في الماء (أوكرز، 1922). وعند انتهاء وقت التخمير، يتم إخراج الكيس لفصل القهوة المطحونة عن السائل، مما يجعل المشروب أكثر نقاءً.
رسم توضيحي: ’قهوة بيجين‘ من تصميم بنيامين تومسون وكونت رومفورد في أوائل القرن التاسع عشر.
وقد أصبح هذا النوع من آلات التخمير يعرف ’بأباريق البيجين‘ في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، ربما نسبةً إلى شخص حمل نفس الاسم وكان سببًا في انتشارها. بعض أباريق البيجين تعتمد على تعليق القهوة فوق السائل وتخميرها بنفس طريقة المشروبات المعدة يدويًا، لكن القهوة تعلق داخل الماء في بعضها الآخر، مما جعل منها طريقة غمر كاملة. وفي حين أنها نادرًا ما تستخدم في صنع القهوة في وقتنا الحاضر، إلا أن هذا النوع من آلات التخمير يستخدم على نطاق واسع لتخمير الشاي.
وتختلف طريقة النقع والإخراج عن طريقة تخمير القهوة في أنها تسمح للسائل بالخروج من المشروب برفق، بدلاً من صبه عبر مرشح أو إرباكه عن طريق إزالة كيس من القهوة المطحونة. وقد كانت التصميمات الأولى لطريقة النقع والإخراج مخصصة لتخمير الشاي وليس القهوة. هذا وتصف براءة اختراع سجلت عام 1986 مقطر الشاي بصمام يتم التحكم فيه يدويًا بحيث يسمح للشاي بالمرور عبر المرشح إلى الحجرة السفلية عند اكتمال التخمير. وفي عام 1996، قام فيليب ديفيليبو بتسجيل براءة اختراع لأداة عصرية للتخمير بالنقع والإخراج مزودة بصمام يستهدف تخمير المشروبات.